للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وخرج هِرْمِيس - يعني إدريس عن مصرَ، ودارَ الأرضَ كلَّها، وعادَ إلى مصرَ، ورفعه اللهُ تعالى، قال الله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ [مريم: ٥٧]، عن ابن عباس : إلى السَّماء السَّادسة (١)، وعن أنس بن مالك : إلى السَّماء الرَّابعة (٢)، وعن الحسن: إلى الجنَّة، لا شيء أعلى من الجنَّة (٣).

دعا الخلائقَ إلى دينِ اللهِ تعالى، والقولِ بالتَّوحيد وعبادة الخالق، وتخليص النُّفوس من العذاب، وحرَّض (٤) على الزُّهد في الدُّنيا، والعملِ بالعدل، وطَلَبِ الخلاص في الآخرة، وأمرهم بصلاةٍ على صفات بيَّنها لهم، وصيامٍ في أيَّامٍ معروفاتٍ عندهم، والإقدام على الجهاد لأعداء الدِّين، وأمرهم بتحريم أكل الخنزير والميتة.

وتعلَّموا منه سائرَ أمور دينهم، ووعدهم أنَّه يأتي بعده عدَّة أنبياء، وعرَّفهم أنَّ من صفات النَّبي المبعوث أن يكون بريئًا من المذمومات والآفات، كاملًا في الفضائل الممدوحات كلِّها، وأن يكون مستجابَ الدَّعوة في كلِّ ما طلبه، من إنزال الغيث، ورفع (٥) الآفات، وغير ذلك من المطالب، وأن يكون مذهبه ودعوته المذهب الذي يصلح به العالم، ويكثر عمارته، وكلَّم أمَّته بلغاتهم المختلفة، وعلَّمهم وأدَّبهم، وبنَى لهم مئة مدينة وثماني مدن عظام أصغرها الرُّهَا.

وكان أوَّلَ من استخرج علم النُّجوم، ووضع أساس البروج والكواكب السيَّارة ورتَّبها في بيوتها، وأثبت لها الشَّرف، والوبال، والأوج والحضيض، والمناظر


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢١٣)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٧/ ٢٤١٢).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٢١٣).
(٣) انظر: "الكشَّاف" للزمخشري (٣/ ٢٦)، و"تفسير النسفي" (٢/ ٣٤١).
(٤) ض: وحرص.
(٥) ع: دفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>