وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الحديد: ١٦]، قلت: بلى والله، وتركْتُ، وكسرْتُ العود والطنبور، وحرقْتُ ما كان عندي، فكان هذا أولَ زهدي.
[روى عنه عصام بن يوسف، وأبو سليمان.
في "الجواهر المضيّة": عصام بن يوسف بن ميمون بن قدامة، أبو عصمة البَلْخِي، يروي عن ابن المبارك، كان صاحب حديث.
وفي "الجواهر المضيّة" أيضًا: اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك مثل الفضل بن موسى، ومحمَّد بن الحسن، ومحمَّد بن النضر، فقالوا: تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: جمع العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والشعر، والزهد، والفصاحة، والورع، والإنصاف، وقيام الليل، والعبادة، والسداد في الرواية، وقلة الكلام فيما لا يعنيه، وقلة الخلاف على أصحابه، وكان كثيرًا ما يتمثل:
وإذا صاحبْتَ فاصحبْ ماجدا … ذا حياءٍ وعفافٍ وكرمْ
قائلًا للشيء لا إن قلْتَ لا … وإذا قلْتَ نعم قالَ نعم
روى له جماعة، وكان حجَّة ثقة مأمونًا] (١).
مات بهيت منصرفه من الغزو، سنة إحدى وثمانين ومئة، وهو ابن ثلاث وستين سنة، صنف الكتب الكثيرة.
[قال الطحاوي: أنبأنا أحمد بن علي النَّيْسَابُوري، سمعت علي بن الحسن الرَّازي، حدثنا أبو سليمان، سمعت ابن المبارك يقول: سألت أبا حنيفة عن الرجل يبعث بزكاة ماله من بلد إلى بلد، فقال: لا بأس أن يبعثها من بلد إلى آخر لذي قرابة