للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أربعة عشر من ربيع الأول سنة تسعة وسبعين (١) ومئة، وكانت وفاته يوم الأحد.

وروي عن عمر بن يحيى بن سعيد الأنصاري في اللَّيلة التي مات فيها مالك: سمعت قائلًا يقول:

لقد أصبحَ الإسلامُ زُعْزعَ رُكْنُهُ … غداةَ ثَوَى الهادي لَدَا مَلْحَدِ القَفْرِ (٢)

إمامُ الهُدَى ما زالَ للعلمِ صَائنًا … عليه سَلامُ اللهِ في آخرِ الدَّهرِ

قال: فانتبهت فكتبت البيتين في السراج، وإذا الصَّارخ (٣) على مالك أنه مات .

قيل: خلف مالك خمسمئة زوج نعل، وثلاثمئة جارية، وكان في أول حاله على فقر، ثم صار ذا ثروة، ومع ذلك كان من الزهد والورع بمكان، ولو كان يأكل الطيب من الطعام، ويلبس الحسن من الثياب فليس بقادح في زهده ولا في ورعه. (ولكل شيء وجهة) (٤).

وكان القائم بمذهبه بعد وفاته جماعة من أصحابه، [أبرزهم] (٥) عبد الرَّحمن بن أبي القاسم العُتَقي المصري، ومات هو سنة إحدى وتسعين ومئة، وكان عمره ستين سنة، وأخذ عن أبي القاسم جماعة، منهم مدوِّن "كتاب المدونة" عبد السَّلام بن حبيب أبو سعيد، وهو تَنُوخي النَّسب، وسَحْنون لقبه، مات سنة أربعين ومئتين.


(١) ض، أ، ع: وتسعين. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٢) ع: الفقر.
(٣) ع: بالصراخ.
(٤) ساقطة من: ع.
(٥) زيادة لتصحيح سياق الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>