للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان مع ابن الأشعث، فقُتل بدجيل (١)، وكان (محمَّد هذا) (٢) ولي القضاء لبني أمية، ثم وليه لبني العبَّاس، وكان فقيهًا مفتيًا بالرأي.

ومات سنة ثمان وأربعين ومئة، وهو على القضاء، وجعل أبو جعفر المنصور ابن أخيه مكانَه، ذكره ابن قتيبة (٣).

وذكر الذَّهبي في "طبقات القراء": محمَّد بن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى قاضي الكوفة، وأحد المجتهدين، قرأ على أخيه عيسى وغيره، وقرأ عليه حمزة الزيَّات، وهو حسن الحديث، كبير القدر، من نظراء أبي حنيفة في الفقه، يكنى أبا عبد الرَّحمن، روى عن الشعبي، وعطاء، والحكم، وقرأ أيضًا القرآن على الشَّعبي، عن قراءته على علقمة، وقرأ أيضًا على المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير.

[ذكر حافظ الدَّين الكَرْدَري: عن عبد الله بن المبارك قال: سأل أبا حنيفة رجلٌ أن ينقب في حائطه كوَّة، فأفتاه بالجواز، فمنعه ابن أبي ليلى عن ذلك، وأتاه ثانيًا فقال: افتح فيه بابًا، فمنعه ابن أبي ليلى، فقال أبو حنيفة: للرجل كم قيمة حائطك؟ قال: ثلاثة دنانير، قال: عليَّ قيمتها اذهب فاهدمها، فلما رأى الهدم خاصمه إلى ابن أبي ليلى، فقال: كيف أحوله عن هدم حائطه؟ قال: تمنعني عن أيسر من ذلك، فقال القاضي ابن أبي ليلى: ما أصنع؟ تذهب إلى رجل يدلني على خطئي، أفلا أرجع عنه؟!

ورأيت في "التبيين شرح الكنز" (٤): أن الزَّيْلَعِي قال: حكى ابن أبي ليلى: كان قاضيًا بالكوفة، فسمع يومًا رجلًا يقول عند باب مسجده لرجل: يا ابن الزَّانيَيْن، فأمر


(١) ض، ع: بدحيل.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) المعارف، ١: ٤٩٤.
(٤) تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق، ٣/ ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>