كتاب كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار

أحدهما: ما روي عن مكحول الشَّامي: أنَّ النبيَّ ﷺ قال: "لا قطع في مجاعة مُضطر" (١).

والثَّاني: ما رواه السَّرَخْسي في "المبسوط" عن الحسن البصري ﵀، عن رجل قال: رأيت رجلين مكتوفين ولحمًا، فذهبْتُ معهم إلى عمر ﵁، فقال صاحب اللحم: كانت لنا ناقة عشراء ننتظرها كما ينتظر الربيع، فوجدت هاذين قد اجتزاها، فقال عمر: هل يرضيك من ناقتك ناقتان عشراوتان مريعان، فإنا لا نقطع في العَذْقِ وعام السنة، وكان ذلك في عام السَّنَة (٢).

(١) رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٥٢٧٥) عن عمير مولى آبي اللحم ﵁ مرفوعًا، وفيه ابن لهيعة. ولفظه: عن عمير مولى آبي اللحم قال: كنت أرعى بذات الجيش فأصابتني خصاصة، فدخلت بعض حوائط الأنصار، فقطعت أقناء، فأخذت فانطلق بي إلى النبي ﷺ، ومعي قنو أو، فذكرت للنبي ﷺ حالي، وشكوت إليه حاجتي، فوهب لي منها قنوًا، وخلى سبيلي. رواه المعافى عن ابن لهيعة، وزاد وقال: "لا قطع في عام مجاعة". وأصل الحديث لكن دون زيادة ابن لهيعة: الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٢٣)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (٢/ ٢٢٨)، والحاكم في "المستدرك" (٧١٨١)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٧/ ٦٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٩٤٤٩).
وروي الحديث موقوفًا على عمر ﵁. قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٤/ ١٩٥): حديث: "لا قطع في عام": إبراهيم بن يعقوب الجُوْزَجاني في جامعه عن أحمد بن حنبل، عن هارون بن إسماعيل، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن حسان بن أزهر: أن ابن حدير حدثه عن عمر قال: "لا تقطع اليد في غدق، ولا عام سنة". قال: فسألت أحمد عنه، فقال: الغدق: النخلة، وعام سنة: عام المجاعة، فقلت لأحمد: تقول به؟ قال: إي لعمري.
(٢) انظر: "المبسوط" للسرخسي (٩/ ١٤٠).