للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فإن محمدًا حكى عن أبي حنيفة في غير موضع أنّه احتج بمذهب أنس بن مالك وقلَّده، فما ظنك في أبي هريرة ، حتى إنَّ المذهب عند أصحابنا في حديث المعروف بغير الفقه أنَّه لا يردُّ حديث أمثالهم إلا إذا انسدَّ باب الرأي والقياس، فحينئذ يترك، وإلا فلا.

وفي "قوت القلوب" لأبي طالب المكي: وقد رَخَّص في سوق الحديث على المعنى دون سياقه على اللفظ جماعة من الصحابة منهم علي، وابن عباس، وأنس بن مالك، وأبو الدرداء، وواثلة بن الأسقع، وأبو هريرة، ، ثم جماعة من التابعين، يكثر عددهم، منهم إمام الأئمة الحسن، ثم الشعبي، وعَمرو بن دينار (١)، والنَّخَعي، ومجاهد، وعِكْرِمة، نقلنا ذلك عنهم في كتب سيرهم بأخبار مختلفة الألفاظ.

وقال ابن سيرين: كنت أسمع الحديث من عشرة، المعنى واحد والألفاظ مختلفة، ولذلك اختلفت ألفاظ الصحابة في رواية الحديث عن رسول الله ؛ فمنهم من يرويه تامًّا، ومنهم من يجيء به مختصرًا، ومنهم من يرويه على المعنى، وبعضهم من (٢) يغاير بين اللفظين، أو يراه واسعًا إذا لم يخالف المعنى ولم يخل بالبغية.

روي أنَّه قال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد، إنك تحدث بالحديث، فأنت أحسن له سياقًا وأجود تحبيرًا، وأفصح لسانًا منَّا (٣) إذا حدثتنا به، فقال: إذا أصبت المعنى فلا بأس بذلك. إلى هنا من "قوت القلوب".


(١) في الأصل: "ضياء"، والمثبت من "قوت القلوب" (ص: ٢٩٩).
(٢) ساقطة من: ض.
(٣) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>