للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الجَلَّة الجاهليَّة، وتمهيد عقائد الملَّة الحنيفيَّة، وعلى آله وصحبه وتابعيهم من العلماء الأجلَّة، الَّذين هم سواعد أهل الشَّرع وأعضاد خير الملَّة، (وسلَّم تسليمًا دائمًا أبدًا إلى يوم الدِّين) (١).

(أَمَّا بعدُ) (٢)؛ فإنَّ سنَّةَ اللهِ الجليلة الجارية في بريَّته، ونعمتَه اللَّطيفة الوافية على خليقته، أنْ يُحْدِثَ في كلِّ عصرٍ من الأعصار طائفةً من العلماء في المدائن والأمصار، يتجاوَلُون تجاولَ فرسان الطِّرادِ في مضمار النُّظَّار، ويتصاولون تصاولَ آسادَ الجِلاد في معترك التِّنظار.

لله درّهم لا زال كرّهم وفرّهم (٣)، فجعلَ توفيقَه رفيقَهم، وسهَّل إلى اقتباس العلم طريقَهم، بحيث يُجمَع (٤) في كلٍّ منهم حليةُ العلم والعمل، ويُشاهَدُ فيهم حلاوةُ الفهم والأمل، فيفوَّضُ إليهم خدمةُ القضاء والفتوى، ويفاضُ عليهم نعمه في الدُّنيا والعُقبى، إذ يتمُّ بحكمهم وعلمهم أمر الدِّين ومهامّ الأمَّة، وينتظم برأيهم وقلمهم مصلحة الخاصَّة والعامَّة.

فإنَّ الله تعالى في قضائه السَّابق (٥) وقدره اللَّاحق وقائعَ عجيبةً تَرِدُ في أوقاتها، وقضايا غريبةً تجري إلى غاياتها، ولولا وجود تلك الطَّائفة العليَّة المتحلية بالفضائل الجليَّة مَنْ يقوم بكشف قناع هذه الوقائع، ومَنْ يلتزم بحلِّ مشكلات هذه البدائع؟ وهذا هدايةٌ من اللهِ تعالى، والحمدُ لله الَّذي هدانا لهذا.


(١) ساقطة من: ض، أ.
(٢) أ: وبعد.
(٣) ض: فكرهم.
(٤) ع: تجتمع.
(٥) أ: السائق.

<<  <  ج: ص:  >  >>