كتاب كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار

الشِّعر، كشاف مشكلات التَّنزيل الجليل، وحلَّال معضلات الكتاب بالتفسير والتأويل، حافظ قوانين الفروع والأصول، وضابط مسائل كل الفنون المعقول والمنقول، زبدة أرباب التقوى، وعمدة أصحاب الفتوى، إمام المفسرين، ختام المجتهدين، شيخ الإسلام، وعماد الدِّين، أبو السعود بن الشَّيخ محيي الدِّين، المنتسب بالعمادي، عامله الله بلطفه يوم المعاد.

وهو الأستاذ على الإطلاق، والمشار إليه بلا شقاق، قرعت به أسماع سكان الآفاق، وصكَّت (١) به آذان أهل فارس والعراق، شيخ كبير، إمام خبير، (عالم نحرير) (٢)، لا في العجم له مثيل، ولا في العرب له نظير، مشهور الاسم على الرتبة، عظيم الجاه، زائد الحشمة، تضرب به الأمثال، وتشد إليه الرِّحال، تَرِدُ الفتاوى إليه من أقطار الأرض، وترد إليه بعضًا على بعض.

ولقد كان على أحسن طريقة سلكها الأشراف، وقلدها أشراف الأخلاف، من دين مكين، وعقل رزين، وكان من محاسن الزمان، لم ترَ العيون مثله في العلم والعرفان، وكان يجتهد في بعض المسائل، ويخرج ويرجح بعض الدلائل.

وكان إذا لم يجد واقعة الفتوى وجوابها في الكتب المتداولة المعمولة من المتون والشروح والأصول والنَّوادر والواقعات والفتاوى يقابل في الوجوه التي لاحت له، ويرجح واحدًا من تلك الوجوه، ويكتب الجواب (٣) على رأيه الرصين (٤).

وله في الفروع والأصول قوة كاملة، وقدرة شاملة، وفضيلة تامة، وإحاطة عامة،

(١) أ: ضلت.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) أ: الوجوه.
(٤) أ، ع: رضين.