للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

البصري: يا أبا سعيد، إنك تتكلم في هذا العلم (١) ما لم نسمعه من أحد غيرك، فممَّن أخذت هذا العلم؟ فقال: من حذيفة اليماني. قيل: فقالوا لحذيفة: نراك تتكلَّم في هذا العلم بكلام لم نسمعه من أحد من أصحاب رسول الله ، فمن أين أخذته؟ قال: خصَّني به رسول الله ، كان الناس يسألونه عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه (٢)، وعلمت أنَّ من لا يعرف الشرَّ لا يعرف الخير، وكان الناس يقولون: ما لمن عمل كذا وكذا؟ يسألونه عن فضائل الأعمال، وكنت أقول: يا رسول الله ما يفسد كذا وكذا، فلمَّا رآني أسأل عن آفات الأعمال خصّني بهذا العلم (٣).

[وكان حذيفة قد خصَّ بعلم المنافقين، وأُفرد بمعرفة علم النفاق، وسرائر العلم ودقائق الفهم وخفايا اليقين من بين الصحابة. وكان عمر وعُثمان وأكابر الصحابة يسألونه عن الفتن العامة والفتن الخاصة، ويرجعون إليه في العلم الذي خُصَّ به، ويسألون عن المنافقين، وهل بقي منهم ممن ذكر الله تعالى عنهم أحد، فكان يُخبر بأعدادهم ولا يذكر أسماءهم، وكان عمر يكتشفه عن نفسه، وكان إذا دعي إلى جنازة ليصلِّي عليها، [نظر] فإن حضر حذيفة صلى عليها] (٤).

وكان حذيفة يسمى صاحب السرِّ [إلى هنا من "قوت القلوب".

ذكر الكَرْدَري حافظ الدِّين بن البَزَّازي في "كتاب مناقب أبي حنيفة ":


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ض: عليه.
(٣) انظر: "قوت القلوب" للمكي (١/ ٢٥٨). وروى البخاري (٣٦٠٦)، ومسلم (١٨٤٧) عن حذيفة قوله: "كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني".
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>