للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وناظروه وباحثوه وتكلموا بما عندهم، فامتحنوه فأعجبوا بفصاحة لسانه وحسن كلامه وبلاغة بيانه وبسط مرامه، وأقروا له بالفضل والكمال، وكانوا يذكرونه بغاية التبجيل والإجلال، ويشهدون أن ليس له في العرب عديل ولا في أفاضل العجم والروم عوض ولا بديل.

ثم لما شكى الأحداث والأراذل من مديد أصحابه، وكتبوا على التَّفصيل والإجمال، وأوصلوا كتابهم إلى السُّلطان، (وكشفوا الأحوال) (١)، عزله السُّلطان سليم خان، وقصد إليه الإساءة والعدوان، فنصحه بيري محمَّد الوزير وحوَّله من هذا الرأي والتدبير، ثم عاد إليه بالإحسان مبتدرًا لما فطن أنّ أمر الفتوى يكون متعذرًا أعطاه مدرسة دار الحديث بمدينة أَدْرَنة، وعيَّن له كل يوم مئة درهم وعطايا سنية في السنة.

ثم أعطاه السُّلطان سليمان خان مدرسة جده السُّلطان بايزيد خان بالمدينة المزبورة، ومكث فيها إلى أن صار مفتيًا بقسطنطينية بعد وفاة المولى علاء الدِّين علي الجمالي في سنة اثنتين وثلاثين وتسعمئة، فعاش فيه معزَّزًا مكرَّمًا محترمًا مقبولًا عند الخاص والعام، ونالت عقود الفضل في زمانه حسن النظام.

ومن تلامذته المولى الفاضل الأستاذ السيِّد محيي الدِّين محمَّد بن عبد القادر، والد المولى الفاضل النَّقِيب اليوم في الممالك العثمانية، والمولى محيي الدِّين محمَّد بن حسام الدِّين الشهير بقَرَه جلبي، والمولى محمَّد بن عبد الوهاب بن المولى عبد الكريم.

وله تصنيفات كثيرة معتبرة متداولة بين أيدي العلماء ومقبولة لدى الفضلاء، كان يكتب ما سنح بباله الشريف بأداء حسنٍ وتحرير لطيف، وقد فتر الليل والنهار


(١) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>