للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وتزوَّج بنت أبي الخير من أبناء الشَّيخ محمَّد بن محمَّد بن محمَّد الجزري، فإن أبا الخير المذكور أوصى أن يزوَّج بنته منه، فتزوَّجها (١) بموجب وصيته.

وأبو الخير هذا أتى بلاد الروم في أيام دولة السُّلطان محمَّد خان، وكان جده الشَّيخ الجزري أخذه الأمير تيمور في وقعة السُّلطان يلدرم بايزيد في بروسا، وكان متمكنًا بالبلدة المذكورة، وأنزله بمدينة كش، ثم أتى إلى سمرقند، ثم بعد موت تيمور سافر في البلاد، ودخل شيراز، (فمات بها) (٢)، وبقي أولاده وأحفاده فيها، ثم تفرقوا.

فجاء أبو الخير في أيام دولة السُّلطان محمَّد خان، وكان عالمًا فاضلًا بارعًا في صنعة الإنشاء حتى فاق الأقدمين، ونصبه السُّلطان محمد خان موقعًا في الديوان العالي، وأكرمه غاية الإكرام لوفور فضله وحسن أخلاقه وشمائله، إلا أنّه كان مبتلى باستعمال التِّرْيَاقَاتِ (٣)، واختل مزاجه لذلك.

وكان يقول السُّلطان محمَّد في حقِّه: لو لم يكن معه هذا الابتلاء لقلدته الوزارة، وكان له ابن صغير عين له ثلاثين ألف دينار، وكانت له بنت مقدار سنها عشر سنين، وكان عين لها ثلاثين ألف دينار، وسمع في أيام مرضه أنّ المولى علي بن يوسف بالي الفَنَاري توجه إلى بلاد الروم، فأوصى أن تتزوج (٤) بنته منه، فلما توفي الشَّيخ أبو الخير أتى هو إلى بلاد الروم، فزوجوه ابنته، وسلموها إليه مع ثلاثين ألف دينار، وحصل له منها ابنان فاضلان: المولى محمَّد شاه، والمولى محيي الدِّين


(١) ض، أ: فتزوج.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) أ: النرنانيات؛ ع: المكيفات.
(٤) ع: يزوج.

<<  <  ج: ص:  >  >>