للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بالأخلاق الحميدة، وقد سبق بعض من أحواله في ذكر المولى القسطلاني، وذكر المولى حسن جلبي، وكان له معرفة تامَّة بالعلوم الإلهية والرياضية.

ومن تلامذته المولى يوسف الحميدي، والمولى مصطفى بن بركي، والمولى سعدي بن تاجي بك، والمولى مصطفى بن خليل (١) طاش كبري، والشَّيخ العارف بالله جمال خليفة.

صار قاضيًا بمدينة بروسا، [وكان في قضائه مرعيَّ الأحوال، مرضيَّ الخصائل، جميل السِّيرة، محمود الطريقة، قويًّا في إنفاذ الشرع، جريئًا في إجراء الأحكام، شديدًا على من خالف الحق، (ألَدَّ في) (٢) الخصام.

وكان حسن العيش، قانعًا باليسير، غير متلفِّت إلى الجاه، يستوي عنده الصَّغير والكبير، قوَّالًا بالحقِّ، ولا يخاف في الله لومة لائم، ويسطو بأمر الله على المبتدعة ولا يبالي وإن رغم الراغم.

وكان ورعًا عفيفًا محتاطًا لنفسه في مطعمه ومشربه وملبسه، يحاسب نفسه على ساعة تذهب بغير طاعة، قلَّ أن ترى العيون مثله في قُضاة وحكَّام، حتى صار من تواريخ الأيام، ثم استعفى من السُّلطان محمَّد خان، فأعيد إلى إحدى المدارس الثَّمان] (٣).

ولمَّا جلس السُّلطان بايزيد خان على سرير السَّلطنة استقضاه ثانيًا بمدينة بروسا، فلم يقبله حتى أكرهه عليه، فقبل كرهًا، وعاش مدة محترما مقبولًا عند الخاص والعام، إلى أن توفَّاه الله، ورزقه حسن المقام في ثالث رمضان المبارك، سنة تسع وتسعين وثمانمئة.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) أ: وألد.
(٣) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>