للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال صاحب "الشقائق": يحكي والدي، عن المولى العذاري أنّه قال: المصيبة كل المصيبة قَبوله القضاء، إذ لو داوم على الاشتغال الذي كان عليه لظهر له آثار عظيمة في العلم، بحيث يتحير فيه أولو الألباب.

وكثيرًا ما نسمع أستاذنا المولى الفاضل السيِّد محمَّد بن عبد القادر يقول: إنّ المذاق العلميَّة ما حصَّلها علماء الروم إلا من المولى الفاضل خواجه زاده] (١).

ثم أعطاه السُّلطان محمَّد خان قضاء إِزْنِيق مع مدرسة، وسببه أنّ الوزير محمَّد باشا كان من تلامذة المولى الطوسي، وكان متعصبًا على المولى خواجه زاده (للأمر السابق الجاري بين المولى الطوسي والمولى خواجه زاده) (٢)، فقال الوزير المزبور يومًا للسلطان محمَّد خان: إنّ خواجه زاده يشكو من هواء قسطنطينية، ويمدح هواء إِزْنِيق، ويقول: قد نسيت ما حفظت من العلوم فيها، فذهب المولى خواجه زاده إلى إِزْنِيق امتثالًا لأمره، ثم ترك قضاءه، وقال: إنّه مانع من اشتغالي بالعلوم، وبقي مدرِّسًا فيها إلى أن مات السُّلطان محمَّد خان.

ولما جلس السُّلطان بايزيد خان على سرير السَّلطنة في سنة ست وثمانين وثمانمئة أعطاه مدرسة سلطانية بروسا، وعين له كل يوم مئة درهم، ثم أعطاه منصب الفتوى بمدينة بروسا، وقد اختلت رجلاه ويده اليمنى، روي أنّه كان يكتب الفتوى بيده اليسرى، وكان لا يكتب الفتوى إلا بعد النظر (في الفتوى) (٣) ومراجعة الكتب، حتى إذا كررت عليه مسألة واحدة كرر النظر إليها، وكان يعلل في ذلك ويقول: لو سامحت النفس فيها لربما تسامح في غيرها، وكان إذا لم يجد مسألة في الفتوى


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>