للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهي والدة السُّلطان يعقوب، وأنزله السُّلطان يعقوب زاوية بنتها هي زوجة الأمير جهانشاه بتبريز وسكن بها مدة، واشتهر بتلك البلاد، وصار مرجعًا للأكابر والأعيان.

والشَّيخ إبراهيم الشهير بكُلْشَنِي الساكن بمصر خليفته، ورأيت شيخًا من خلفاء الشَّيخ دده عمر الروشني وكان ساكنًا (١) ببلدة حلب في سنة اثنتين وخمسين وتسعمئة، يقال له: الشَّيخ الكوا، وقد جاوز عمره التسعين، (وكان ساكنًا في محلة البياضة (٢) بزاوية) (٣)، وتشرفت بتقبيل يده وصحبته، وهو رجل مبارك، وقد حضرت مرارًا بمجلسه الشريف، وأخذت نصحه وخاطبني يومًا بهذا النظر:

أهل دللر مجلسندن سن إراغ أولمه صقين … كم بو مجلسدن إراغ أولن أولور حقه يقين

وكان يحيي ليلة الجمعة وسائر الليالي المباركة (إلى الزاوية المزبورة) (٤)، ويصلي صلاة العشاء بأصحابه، واجتمع أيضًا معهم من المحبين بالزاوية، وكنت حاضرًا فيها، فجلس الخلق الحلقة بعد الصلاة، وشرعوا بذكر الله تعالى، والشَّيخ المزبور قاعد في الصَّدر مراقب، واضعًا (٥) رأسه على الصدر.

وكان عادتهم الشريفة أنّ يقطعوا الذكر قبل مضي ثلث الليل ويكلمهم بعده بالحكمة وجوامع الكلم، فامتد إلى أنّ مضى نصف الليل والليل ليل الشتاء، فعرض الملال على الخلق حتى توجهوا إلى التفرق، (فبينما هم في هذا) (٦) صاح الشَّيخ


(١) زيادة في ع: في محلة البياضة.
(٢) أ: البياصة.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ساقطة من: ع.
(٥) أ: واضع.
(٦) ع: إذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>