للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحالات سنيَّة، وله قدم راسخ في التصوف وأحوال الطريقة، وكان جامعًا بين علمي الشَّريعة والحقيقة.

ولد ببلدة بخارى، وأبوه ربَاه، وظهرت له كرامات في حال صِباه، ونشأ ورعًا زاهدًا تقيًّا، طاهر الذيل دائم الذكر، مصيب الفكر، مراقبًا لله تعالى في حركاته وسكناته، (مرضي السيرة، مرعي السريرة) (١)، لقي الكبراء الفخام، وعاشر المشايخ العظام، وأخذ عنهم، ونال منهم ما نال من الأصول والفروع، والقال والحال، وله الأحوال (٢) الظاهرة، والكرامات الفاخرة.

ثم رحل إلى بلاد الروم وتوطن بمدينة بروسا، وقرأ على المولى شمس الدِّين الفَنَاري، قال صاحب "الشقائق": رأيت بخطه "كتاب مفتاح الغيب" لصدر الدِّين القُونَوي قدّس سرّه، قرأه على المولى الفَنَاري، وكتب عليه إجازة بخطه الشريف.

ثم إنّ أهالي بروسا لما شاهدوا فيه كرامات عيانية ومعنوية أحبوه محبة عظيمة، وكانوا يستمدون بهمته في نهاية آمالهم، ويستغيثون بفاتحته في مضائقات أحوالهم، فكان سيد وقته، وسر الله بين خليقته، واشتهر عندهم بأمير سلطان، وصارت من جملة أحبائه بنت السُّلطان بايزيد بن السُّلطان الغازي مراد خان حتى تزوَّج بها، وحصل له منها أولاد.

وله وقائع عجيبة، وحكايات غريبة مسطورة في مناقبه.


(١) ع: مرضي السريرة.
(٢) أ: الأجوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>