للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولبس الخرقة وأخذ التلقين عن الشَّيخ عبد الله برزش آبادي الشَّيخ الملقَّب بالرشيد، وأخذ عنه الشَّيخ شاه بيدوازي، وأخذ عنه شيخنا المخزومي الأعظم حاجي محمَّد المخبوشاني، أخذت التلقين عنه، كذا حكا لي الشَّيخ العارف بالله شيخنا الشَّيخ محمَّد السَّمَرْقندي خليفة الشَّيخ العارف بالله الشَّيخ عبد اللطيف المزبور.

ثم قال لي الشَّيخ عبد اللطيف: واعلم أيها السُّلطان أنّ السيِّد عبد الله برزش أبادي كان صحيح النسب كبير الحسب (١)، له مقامات عالية وكرامات سامية، ومع ذلك كان نقيب الأشراف في ديار خراسان، ولم يكن رجل فيها نقيبًا إلا وقد سلم من الدخل في نسبه، فقال السُّلطان الغازي سليمان خان: هو كذلك.

ثم بعد ذلك كان النَّقِيب محترم يزداد تفخيمه وتعظيمه عند السُّلطان وأركان السلطنة، حتى ارتقى أمره إلى أن نازع في التصدر في الأعياد على شيخ الإسلام مفتى الأنام المولى المعظم أستاذ العالم أبي السعود العمادي، وكان في الأول يلازم إلى بابه بل إلى باب حواشيه، ولقد كنت في بعض الأيام والليالي نحضر مجلسه العالي فسمعناه مرارًا يطيل لسانه عليه، وأكثر طعنه أنّه يقول: أيها الفحول، ما يقول شيخ الإسلام ومفتي الأنام في الزكاة وحج بيت الله الحرام.

وكان شيخ الإسلام ذا مروءة عظيمة، طلب الإذن للحج من السُّلطان فلم يرضَ، وكان نقيب الأشراف السيِّد محترم شافعي المذهب (٢) أشعري العقيدة، مات قبل شيخ الإسلام بسنتين، في سنة إحدى وثمانين وتسعمئة، وهو مات في (٣) سنة ثلاث وثمانين وتسعمئة.


(١) ع: الجسد.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>