للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

درسمرقند اجلاس كرد همه اكابر وافاضل درآن مجلس جاضر بودند، قاضي زاده رومي درآن مجلس بتقريب ذكر مستعدان وخوش طبعان ميكرد ودرصفت مولانا عبد الرَّحمن جامي جنين فرمودكه: تابناي سمرقند ست هركَز بجودت طبع وقوت تصرف اين جوان جامي كسى از آب آمو بدين جانب عبور نكرده (١).

ثم لما سمع المولى سيدي علي العجمي رغبة السلاطين العثمانية في العلم وعدلهم وحسن انتظامهم، وكان ديار العجم غير خالية عن الإنقلاب رحل إلى بلاد الروم، فأتى بلدة قسطموني فأكرمه واليها غاية الإكرام، وكان واليها إذ ذاك إسماعيل بك نجل الأمير جَنْدَار، ثم رحل إلى مدينة أَدْرَنة، فأعطاه السُّلطان مراد خان مدرسة جده السُّلطان يلدرم بايزيد خان بمدينة بروسا، وعاش إلى زمن السُّلطان محمَّد خان، واجتمع عنده مع علماء زمانه، وباحث معهم، وظهر فضله بينهم.

حكي أنّ المولى الفاضل خواجه زاده أتى إلى قسطنطينية في أوائل تولية (٢) السُّلطان محمَّد خان، وكان مدرسًا بالمدرسة الأسدية ببروسا، وقد مكث فيها ست سنين مع فقر وفاقة، وأراد أن يلتقي السُّلطان محمَّد خان، فلما رآه الوزير محمود باشا قال له: أصبت في مجيئك، إني ذكرتك عند السُّلطان اذهب إليه وعنده البحث، فذهب إليه وسلم على السُّلطان وكان أول ملاقاته، فعرَّفه الوزير محمود باشا، فرحَّب به، فإذا في جانبه اليمين المولى سيدي علي، وفي جانبه الآخر المولى زِيْرَك، فتوجه إلى جانب سيدي علي، واعترض على المولى زِيْرَك، فجرى كلام كثير بينهما، وذهب المولى سيدي علي، وبقي هو في جنب السُّلطان، وأكثر المباحثة وأفحم المولى زِيْرَك.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ساقطة من: ض.

<<  <  ج: ص:  >  >>