للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهو عن الشَّيخ الكبير أستاذ العلماء مولانا حافظ الدِّين الكبير، وهو عن الشَّيخ الإمام الكبير شمس الدِّين محمَّد بن عبد الستار بن محمَّد الكَرْدَري، وهو عن شيخه شيخ مشايخ الأعلام حجة الله على الأنام المخصوص بالعناية صاحب "الهداية"، وهذا طريق العبد الضعيف في هذا الكتاب، انتهى.

اعتنى المولى العلامة ابن الهمام بشرحه لـ "الهداية" هذا، فصار من النوادر، بحيث يعجب الأصاغر والأكابر، لم يوجد ثانيه، ولم يعد تاليه، ولكن لم (١) يوفق بالتكميل لما عجله النداء من رب جليل: الرحيل الرحيل، فأذاقه الحمام من كأسه فأنساه كتابه صداع رأسه، فقضى نحبه ولقي ربه، نور الله مرقده وفي أعلى غرف الجنان أرقده، شكر الله تعالى مساعيه، وجعل نبيه يوم الشفاعة ساعيه.

ثم اعتنى بتكملته أستاذنا وأستاذ العالم مرجع الأعلام كاشف مشكلات الأنام منبع الفضائل والمفاخر (٢)، عالم المعقول والمنقول، علامة الفروع والأصول، زبدة أرباب التقوى، عمدة أصحاب الفتوى، شيخ الإسلام والمسلمين، مرجع الخلفاء، معزز السلاطين، المفتي في الممالك العثمانية، مولانا ومن كل الوجوه أَوْلَانَا وَأَوْلَى المسلمين شمس الدِّين أحمد بن القاضي بدر الدِّين حتى إذا مرضت عليه قريحته واستروحت إلى الاستقلال سجيحته، فقرن الله مساعيه بالنجاح، وجعل صيته الطيار موفور الجناح، فأتى بتكملة سحب على سحبان، ليس فيها ذيل النسيان، وأتى ببدائع تجل عن التبيان، فكشف مشكلات المآرب، وحل مغلقات المطالب، أدام الله بقاءه، ولا حرمنا لقاءه.

ولقد كنت في سالف الزمان في مدرسة السُّلطان الغازي مراد خان ببروسا قرأت


(١) ساقطة من: ض.
(٢) في ض زيادة: (منبع المعالي والمناخر).

<<  <  ج: ص:  >  >>