للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وانتفعت به، وكتبت منه في (١) كتابنا هذا مناقب لطيفة، وفوائد شريفة، في مواضع كثيرة؛ رغبة للطالبين وتنشيطًا للسامعين.

وكان المولى ابن البَزَّازي من أفراد الدَّهر في الفروع وأصوله، وفي تفريع العلم وتأصيله، حاز قَصَب السَّبْق في الفقه يوم الرهان على أجلَّاء أقرانه في حيازة البرهان.

حكي أنَّه لما دخل بلاد الروم تباحث (٢) مع المولى الفَنَاري في العلوم، فغلب عليه بالفروع.

قرأ العلوم وأخذ المجموع عن أبيه ناصر الدِّين محمَّد بن شهاب، وهو أخذ الفقه عن السيِّد جلال الدِّين الكُرْلاني، واشتغل واجتهد وتفقَّه وتمهر واشتهر (٣) في بلاده، وكان في شهر سراي في قريب نهر اتل، ثم رحل إلى بلدة قريم من معبر بلدة حاج (٤) ترخان في ساحل نهر إِتِل المذكور، وهو نهر عميق عريض طويل سريع الجري قوي البطش، قلما ينجو غريقه، طوله مسافة ثلاثة أشهر، يخرج من أقاصي بلاد الروس، ويجمع من الأنهار الصغار والجداول الكبار فيصير نهرًا كبيرًا، يروى أنه يتشعب منه خمسة وسبعون نهرًا، وعموده يبقى كما كان، ومصبه بحر قلزم.

وهذا البحر أيضًا يصب (٥) يصل إلى خُوَارِزْم ولا ينتفع به شيء من البلاد سوى خُوَارِزْم؛ لأنها مستقلة عنه، وهو يجمد في الشتاء في (٦) أكثر الأوقات خمسة أشبار،


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ض: باحث.
(٣) أ: واشتغل.
(٤) ض، أ: جاج.
(٥) أ: مصب.
(٦) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>