للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في "الإرشاد" في هذا المقام، وكان له أدنى صمم قد عرض له من الهرم خاطب المولى عبد الله البهائي، فقال: ما يقول المولى الحافظ ابن الخال، ولعله غفل في هذا المحل عن حقيقة الحال، وتحقيق المقال، ثم خاض في تحقيق المقام، فقال: إنَّ الحق بلا جدال ولا خصام في جانب الشريف الجُرْجَاني، وأخطأ المولى العلامة التَّفْتَازَانِي فيما جوز اجتماع الاستعارة التبعية مع الاستعارة التمثيلية، فالصواب عدم الاجتماع بلا مريَّة ولا نزاع.

فصورة المعنى في ﴿عَلَى هُدًى﴾ إما على طريقة الاستعارة التبعية بأن يشبه تمسك المتقين بالهدى باعتلاء الراكب واستوائه على مركوبه، ثم يستعار له كلمة "على"، (فحينئذ تكون) (١) كلمة "على" استعارة تبعية، ومتعلق معنى "على" أعني الاستعلاء (٢) يكون مستعارًا منه أصالة، وأما على طريقة التمثيل بأن يشبه الهيئة المنتزعة من التقى والهدى وتمسكه به ثانيًا (٣) مستو عليه بهيئة منتزعة من الراكب والمركوب واعتلائه عليه، ثم يستعار لها ما يدل على الهيئة المشبه بها، فيكون كل طرفي التشبيه مركبًا من أمور عدة قد اقتصر من جانب المشبه به على ما عليه يدور الأمر في تصوير تلك الهيئة وانتزاعها وهو الاعتلاء، فاقتصر في الذِّكر على ما يدل عليه وهو كلمة "على"؛ لأنّ الاعتلاء هو العمدة في تلك الهيئة؛ إذ عند ملاحظته يلاحظ المعتلي والمعتلى عليه والهيئة والباقي منوي مراد قصدًا بألفاظ متخيلة بها لتحقق التركيب، فالاستعارة التبعية لا تجامع الاستعارة التخييلية؛ لأنّ مبنى الأول تشبيه المفرد بالمفرد، ومبنى الثاني تشبيه المركب بالمركب.


(١) ساقطة من: أ.
(٢) ع: الاستعارة.
(٣) ض: ثابتا.

<<  <  ج: ص:  >  >>