قال المولى العارف الرَّباني داود القَيْصَري في أول "المطلع": وبعدُ يقول المولى العالم الفاضل الكامل شرف المِلَّة والدِّين داود بن محمود بن محمَّد القَيْصَري أدام الله ظله وكثر في العالم مثله: لما وفَّقني الله تعالى وكشف عليَّ أنوار أسراه، ورفع (١) عن عين قلبي أكنَّة أستاره، وأيَّدني التَّأييد الرَّباني بأعلام رموزه، والتَّوفيق الصَّمداني بإعطار كنوزه، وساقتني الأقدار إلى خدمة مولانا الإمام العلامة الكامل المكمَّل وحيد دهره وفريد عصره فخر العارفين عين ذات الموحدين ونور بصر المحققين كمال الملَّة والحق والدِّين عبد الرازق جمال الدِّين القاشاني قدس سره ونوّر قبره.
وكان جماعة من الإخوان المشتغلين بتحصيل الكمال الطَّالبين لأسرار الحضرة ذي الجلال والجمال شرعوا في قراءة "فصوص الحكم" الذي أعطاه النبيُّ ﷺ الشَّيخَ الكامل المكمَّل قطب العارفين إمام الموحدين، وقرَّة عيون المحقِّقين وارث الأنبياء والمرسلين، خاتم الولاية المحمديَّة، كاشف الأسرار الإلهية، الذي لا يسمح بمثله الدهور والأعصار، ولا يأتي بقرينة الفلك الدوَّار، محيي المِلَّة والدِّين … إلى أن ينتهي خطبة كتابه.
ثم قال بعد صحيفة في آخر هذه الخطبة: وسمَّيت الكتاب بـ "مطلع خصوص الحكم"، وجعلته مشرَّفًا بألقاب المولى المعظم، الصَّدر الأعظم، صاحب ديوان الأعظم، ودستور الممالك في العالم، سلطان الوزراء، الصاحب غياث المِلَّة والدِّين أمير محمَّد بن الصاحب السَّعيد المرحوم، رشيد الدنيا والدِّين، لا زال الحفيظ لجنابه حفيظًا والرقيب له رقيبًا.