للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

التوب حسن العطف؛ ليبين أن كل واحد معتد (١) به على حدته قائم بذاته لا يكفي منه ما يحصل في ضمن الآخر، بل لا بد أن يظهر أمره بالمعروف (٢) بصريح الأمر، ونهيه عن المنكر بصريح النَّهي فاحتاج إلى العطف.

وفي "تفسير القاضي البيضاوي": ﴿الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [التوبة: ١١٢] بالإيمان والطاعة ﴿وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [التوبة: ١١٢] عن الشرك والمعاصي، والعاطف للدلالة على أنّه بما عطف عليه في حكم خصلة واحدة، كأنه قال: الجامعون بين الوصفين (٣).

وفي قوله: ﴿وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾ [التوبة: ١١٢] أي فيما بيّنه وعيّنه من الشرائع والحقائق للتنبيه على أنّ ما قبله مفصل الفضائل وهذا مجملها، وقيل (٤): إنّه للإيذان بأن التعداد قد تم بالتتابع (٥) من حيث إنّ السبعة هو العدد التام، والثامن ابتداء تعدد (٦) آخر معطوف عليه، ولذلك تسمى واو الثمانية، إلى هنا من كلام البيضاوي.

وفي "التيسير في التفسير" للشيخ الإمام نجم الدِّين النَّسَفِي قال: وفي زيادة الواو في قوله: ﴿وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [التوبة: ١١٢] أقاويل:

قيل: الواو تدخل للمبالغة في المدح للمنعوت واحدًا كان أو جماعة، قال الله: تعالى: ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا﴾ [آل عمران: ٣٩].


(١) ع: متعد.
(٢) زائدة في أ: والنهي عن المنكر وأما المتلازمان.
(٣) ع: الأمرين.
(٤) ساقطة من: ع.
(٥) ع: للتتابع.
(٦) ع: تعداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>