للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وذكر الذَّهبي في "المعجم المختصر" لشيخنا قاضي القضاة كمال الدِّين محمَّد ابن الزَّمْلَكاني، كان من بقايا المجتهدين، ومن أذكياء أهل زمانه، درَّس وأفتى وصنَّف (١)، وتخرَّج به الأصحاب، انتهى.

وذكر السُّبْكي في "طبقاته الوسطى": قاضي القضاة العلامة ابن الزَّمْلَكاني، توفي سنة سبع وعشرين وسبعمئة، بمدينة بلبيس من أعمال الديار المصرية، وكان قد طلب إلى الديار المصرية، فمات فيها قبل أن يدخل القاهرة، وحمل منها إلى القاهرة، فدفن بها بجوار قبر الإمام الشَّافعي.

وله تصانيف كثيرة، وله النظم والنثر.

ومن فوائد الشَّيخ كمال الدِّين في تفسير قوله تعالى: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾ [التوبة: ١١٢] في الجواب عن السؤال المشهور، وهو أنّه كيف ترك العطف في جميع الصفات وعطف النهي عن المنكر على الأمر بالمعروف بالواو.

وقال: عندي فيه وجه حسن، وهو أنّ الصفات تارة تنسق بحرف العطف وتارة تذكر بغيره، ولكلِّ مقام معنى يناسبه، فإذا كان المقام مقام تعداد صفات من غير نظر (٢) إلى جمع أو انفراد حسن إسقاط حرف العطف، وإن أريد الجمع بين الصفتين أو التنبيه على تغايرهما عطف بالحرف، وكذلك إذا أريد التنويع لعدم اجتماعهما أتي الحرف أيضًا.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: إلتفات؛ وساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>