كتاب كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار

تلامذة المولى الأستاذ العلامة الشَّيخ محمَّد المعروف بجوي زاده عن أستاذه هذا أنَّه قال: وجدت بخط الأَتْقاني مضبوطًا بفتح الهمزة، ولد قوام الدِّين الأَتْقاني بأتقان ليلة السبت، التاسع عشر من شهر شوال سنة خمس وثمانين وستمئة.

وأخذ العلم عن برهان الدِّين أحمد بن أسعد بن محمّد الخريفعني، وتفقَّه عليه وقرأ "كتاب الهداية" عليه، وكان حق روايته عنه عن الشَّيخ الإمام حميد الدِّين الضَّرير، عن شمس الأئمَّة الكَرْدَري، عن (١) صاحب "الهداية".

وسمع الأَتْقاني أيضًا "كتاب الصحيح البُخاري" عن برهان الدِّين الخريفعني.

وولي التدريس بمشهد الإمام بظاهر بغداد، وقدم دمشق مرتين، اجتمع في الأولى بالأمير إيلبغا (٢) نائب السلطنة، واختص وتكلم عنده في مسائل رفع اليدين، وأراد إبطاله، فدفعه الشَّيخ تقي الدِّين السُّبْكي علي بن عبد الكافي الشَّافعي. ثم قدم ثانيًا في العاشر من رجب سنة سبع وأربعين وسبعمئة، ودرَّس وأفاد وأجاد.

ثم أتى مصر في صفر سنة إحدى وخمسين وسبعمئة، فدرس بالجامع المارديني، فعظمه الأمير صرغتمش الناصري، فلما عمَّر الأمير المزبور مدرسته المجاورة لجامع ابن طولون أجلسه مُدرسًا بها، وهو أول من درّس (٣) بالصرغتمشية.

وكان رأسًا في مذهب الحنفيَّة، بارعًا في الفقه واللغة والعربية، كثير الإعجاب بنفسه، شديد التعصب على من خالفه، تدل عليه كلماته الواقعة في تصانيفه.

شرح "أصول الأَخْسِيكَثِي" وسمَّاه "التبيين"، وشرح "الهداية" وسمَّاه "غاية

(١) أ: وعن.
(٢) أ: إبليغا.
(٣) زائدة في ع: بها أي.