للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تلميذ من الفقهاء وغيرهم، وكان السُّلطان خُوَارِزْم شاه يأتي إلى بابه.

وأما دينه وصلاحه الزائد فأمرٌ لا ينكره إلا معاند، وكان يلقَّب بهرات شيخ الإسلام، وكانت الطلبة ترحل إليه من البلاد، فيجدونه على اختلاف مطالبهم آية في العلوم، ويرونه النِّهاية في كل ما يقصدونه، ومناقبه كثيرة.

ولد سنة ثلاث وأربعين وخمسمئة، ومات سنة ست وستمئة بهرات، في يوم عيد الفطر.

وذكر المولى عبد الرَّحمن الجامي في "نفحاته" قبل القول في إثبات الكرامة للأولياء: القول في الفرق بين المعجزة والكرامة والاستدراج، وقال في "التفسير الكبير" للإمام النِّحرير فخر الدِّين الرَّازِي رحمه الله تعالى: إذا ظهر فعل خارق للعادة على إنسان فذلك إما أن يكون مقرونًا بالدعوى أو لا مع الدعوى.

والقسم الأول وهو أن يكون بالدعوى: إما أن يكون دعوى الإلهية، أو دعوى النبوة، أو دعوى الولاية، أو دعوى السحر وطاعة الشياطين، فهذه أربعة أقسام:

القسم الأول: ادِّعاء الإلهية، وجوَّز أصحابنا خوارق العادات على يده من غير معارضة، كما نقل أنَّ فرعون كان يدَّعي الإلهية، وكان يظهر على يده خوارق العادات، وكما نقل أيضًا في حق الدَّجال. قال أصحابنا: وإنما جاز ذلك لأنَّ شكله وخلقه يدل على كذبه، فظهور الخوارق على يده لا يفضي إلى التلبيس.

والقسم الثاني: ادِّعاء النبوة، وهذا القسم على قسمين؛ لأنه إما أن يكون ذلك المدعي صادقًا أو كاذبًا، فإن كان صادقًا وجب ظهور الخوارق على يده، وهذا متفق عليه بين كلِّ من أقرَّ (١) بصحة النبوة، وأما من كان كاذبًا لم يجز


(١) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>