ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمئة، ومات سنة ستين وستمئة.
وأجداده وأولاده بيت علم، علماء الحنفيَّة في الخلاف والمذهب، وفضلاء الملة الحنيفية في المعرفة والأدب.
وأبوه أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي، أبو الحسن عرف بابن العديم، عالم فاضل كان قاضي القضاة انتهت إليه رئاسة المذهب.
وجده هبة الله بن محمَّد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى أبو الفضل القاضي، تولى قضاء حلب، ومات سنة أربع وخمسين وخمسمئة.
وأبو جده محمَّد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى، كان فقيهًا زاهدًا، سمع أباه وغيره، وولى القضاء بحلب سنة ثمان وثمانين وأربعمئة، في دولة تاج الدولة، ثم عزل وأعيد، وكان يكنى بأبي غانم.
كان يومًا قد صلى بالجامع وخلع نعليه قرب المنبر وكانا جديدين، فلما قضى الصلاة قام ليلبسهما وجد نعله العتيق مكانه، فسأل غلامه عن ذلك؟ فقال: جاء إلينا رجل الساعة وطرق الباب؛ وقال: يقول لكم القاضي: ابتدروا إليه مداسه العتيق فقد سرق مداسه الجديد، فضحك وقال: جزاه الله خيرًا، فإنّه لصٌّ شفوق وهو في خدمته، مات سنة أربع وثلاثين وخمسمئة.
وجد جده هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن أبي جرادة، (فولد سنة ثلاث عشرة وأربعمئة، وكان عالما فقيهًا.
وأما جد جد والده أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن أبي جرادة) (١)، فهو أول من تولى القضاء من البيت بمدينة حلب، ولي القضاء في