للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الفضائل طريقهم، حامل هذه الأسطر بدر الأئمَّة، مفخر أهل العمة، حائز قَصَب السَّبْق في مضمار الفضائل، المختص بحسن الأخلاق وطيب الشمائل، محمود بن الحسن بن علي المعيني الشهركندي، بلَّغه الله أقصى درجات الكمال، ومتَّعه بما خوَّله في الحال والمآل، وزاده رغبة في تحصيل أقسام الآداب، وخصَّه بمزيد الفضل ومزيد الشرف بين الأصحاب.

ولقد حصل في ابتداء أمره وريعان عمره من أفراد اللُّغة ما نفع به غلة صداه، ولم يبلغ أحد من أقرانه مداه، ثم ارتقى به الأمر إلى أن قرأ على أكثر ديوان شعر الأمير الإمام جمال العرب تاج خراسان فخر الرؤساء أبي المظفر محمَّد بن أبي العبَّاس أحمد الأبيوردي الأموي، وسمع الباقي بقراءة غيره عليّ حتى ساعت له روايته عني عن آخره، وأجزت له أن يرويه عني شارطًا عليه أن يحتاط في الرواية، ويتحرز عن التساهل فيها فوق الغاية.

وأنا أرويه عن أستاذي شيخ الإسلام، علامة الأنام، خاتمة المجتهدين، علاء المِلَّة والدِّين، زين الإسلام والمسلمين أبي الفضل محمَّد بن محمود التَّرْجُماني، والإمام العلامة، سلطان المحققين، خاتمة الحكماء، صاحب علمي المعاني والبيان، أستاذ البشر، نجم المِلَّة والدِّين المؤيد بن يوسف الصلاحي، تغمدهما الرَّحمن برضوانه … إلى آخره.

في "الجواهر المضية": التَّرْجُماني علاء الدِّين الإمام، مات بجُرْجَانِيَّة سنة خمس وأربعين وستمئة، قال السَّمْعَانِي: هذه النسبة إلى الجد، وهي بفتح التاء وضم الجيم، انتهى.

أقول: وهو والد قدوة الصُّدور برهان الدِّين، ملك القضاة والحكام.

<<  <  ج: ص:  >  >>