للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم رحل إلى بغداد سنة خمس عشرة وستمئة، وأقام بها مدة، وصنف في العلوم العديدة، وله "كتاب الشوارد في اللغات"، و"شرح القلادة السمطية في توشيح الدريدية"، و"كتاب الأفعال"، و"كتاب العروض"، وكتاب مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية"، وله أيضًا في الحديث "مصباح الدجى"، و"الشمس المنيرة"، و"شرح البُخاري"، و"درة السحاب وشرحه"، و"كتاب الفرائض".

وصنَّف "كتاب العباب في اللغة"، فاخترمته المنية قبل أن يكمل بثلاثة أحرف ببغداد في شهور سنة خمسين وستمئة، وكان قد أوصى بنقل ميتته إلى مكة ودفنه بها، وجعل لكل من يحمله ويدفنه بها خمسين دينارًا، ودفن بداره في الحريم الظاهري، ونقل إلى مكة، ودفن بها في هذه السنة بموجب وصيته.

وكان قد أقام بمكة مجاورًا مدة، ثم عاد إلى العراق، وأرسل برسالته إلى بلاد الهند من الديوان في سنة سبع عشرة وستمئة، ورجع بها سنة أربع وعشرين وستمئة، وأعيد إليها رسولًا، ثم رجع إلى بغداد سنة سبع وثلاثين وستمئة، وسمع الحديث بمكة وعدن والهند من شيوخ كثيرة، وكان إمامًا ديِّنًا وعالمًا مفننًا (١).

قال في أول "مشارق الأنوار" من تصانيفه: قال الملتجئ إلى حرم الله الحسن بن محمَّد بن الحسن الصَّغاني، نبَّهه الله للخطر العظيم قبل أن يضعضع الموت أركانه، وحداه على أن يعمر ربع الورع ويشيد بنيانه، وأباحه باحة سبوحة، وأتاح بها صبوحه وغبوقه، وأماته به حميدًا فأقبره، ثم إذا شاء أنشره.

قال شارح "المشارق" عبد اللطيف: المراد بـ (الخطر العظيم): الإشراف على الهلاك، والمراد به: الموت، و (السَّبوحة) بتخفيف الباء: مكة، والباحة: الساحة،


(١) أ: مفتيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>