للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تولي بدمشق، وحدث ودرس وأفتى.

وأخذ العلم عنه ولده يوسف بن عبد الله، الملقَّب بدر الدِّين، وابن الشَّمَّاع محمَّد بن عبد الكريم، وقاضي القضاة (شمس الدين) (١) محمَّد بن عُثمان الحريري.

ولد سنة خمس وستين (٢) وخمسمئة، ومات سنة ثلاث وسبعين وستمئة.

وكان في مدة عمره مشتغلًا بالدرس والإفتاء، ثم إنّه اشتغل بالقضاء للطائفة الحنفيَّة في سادس جمادى الأولى سنة أربع وستين وستمئة، إذ جاء من مصر ثلاث مراسيم (٣) من السُّلطان الملك الظاهر بَيْبَرْس (هو الذي جعل لكل مذهب قاضيًا مستقلًا) (٤) بثلاثة من الفقهاء شمس الدِّين بن عطاء الحنفي هذا، وشمس الدِّين بن عبد الرَّحمن الحنبلي، وشمس الدِّين عبد السَّلام المالكي، وكان قاضي القضاة شمس الدِّين بن خَلّكان قاضي الشَّافعية يومئذ، وكان السُّلطان الملك الظاهر بيبرس هو الذي جعل لكل مذهب قاضيًا مستقلًا، فلم يقبل المالكي ولا الحنبلي، فقبل الحنفي، فورد المرسوم بإلزامهما بذلك، وأخذ ما بأيديهما من الأوقاف إن لم يفعلا فأجابا.

قال بعض الظرفاء من أهل دمشق لما رأى اجتماع بيت قضاة كل واحد منهم شمس الدِّين:

كلما ولي شمس … قاضيًا زادت ظلامًا


(١) ساقطة من: ض.
(٢) أ: وخمسين.
(٣) أ: مرات.
(٤) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>