واحتج على ما ورد من هذا المعنى، بقول النبي ﷺ: سيأتي على الناس زمان يكون الغنى الفاجر فيهم، كالعالم الزاهد فيكم، الحديث، فيصرفه إلى معنى فساد الزمان.
قال: ولو كان لا ينصرف إلى هذا، لوجب عليه القتل دون السوط، لأنه كفر.
وأجاب عن شهادة السائلين له عن حاله في المرض، وجوابه لهما، بقوله:(لو قتلت أبا بكر وعمر ما استوجبت هذا كله) بأن قال: هذا أخف من الأول، ولكنه ليس من كلام العقلاء، وإنما هو من كلام السفهاء وأهل الجهالة، ومثله من كلام كثير من الناس، عند شدة تصيبه، وينبغى أن يعنف قائله ويؤدب لسوء لفظه، وينهى عنه، بلا عقوبة تجب في ذلك من ضرب ولا سجن، ولا يحمل على تجوير الله.
وأطال الكلام في نفى العقوبة عن المتشكين والحجة في ذلك، ثم قال: وقد كان رسول الله ﷺ كثيرا ما يقول: (ادرأوا الحدود بالشبهات عن أمتى) فكيف ما لا حد فيه ولا عقوبة، وما يتسع فيه المذهب والمعاني؟ ولو كانت تجب عليه عقوبة، لقد كان في طول حبسه في الكبول منذ ستة أشهر ما يستغرق كل عقوبة.
ثم ذكر أن له المدفع فيمن شهد عليه، وبسط له في ذلك.
* * *
وأجاب في قصة هارون * إبراهيم بن حسين بن خالد بضد بضد ما أفتى به عبد الملك، من التحريض على قتله، وترك التأويل لكلامه، وأودع ذلك جوابا طويلا في أوراق، قريبا من جواب عبد الملك في القدر، احتج فيه بفعل عمر بصبيغ (١٥٦)، وفعل على بمن اتهمه بالزندقة، وقتل خالد بن الوليد لمالك بن نويرة بقوله:(ان صاحبكم) وأطال بمثل هذا.
(١٥٦) م: بصبيغ - ط: بياض مكان الكلمة - ١: غير واضحة - ك: بصيغ - وهو عبد الله صبيغ العراقي، كان يثير الكلام عن المتشابه في القرآن فشدد عليه العقوبة في ذلك أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب ﵁ وقد ورد اسمه في كتاب الموافقات للشاطبي الجزء ٢، ص ٨٧ هكذا (ضبيع) بالضاد والعين.