للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيخاً فاضلا، فصيحاً، وكان قوالا بالحق، شديدا على أهل البدع، غير هيوب للامراء؛ شوور عند موت ابن القطان، ونفذ قوله، إلى أن دخل قرطبة المرابطون، فأسقط من الفتيا لتعصبه عليهم مع العبادية، فلم يستفت إلى أن مات؛ سمع منه عالم عظيم، ورحل إليه الناس من كل قطر لسماع الموطأ والمدونة، لعلوه في ذلك؛ سمع منه من شيوخ قرطبة: الفقيه أبو الوليد هشام بن أحمد، وحدث عنه القاضي أبو عبد الله بن عيسى واستجازه، والقاضي أبو علي الصدفي؛ وألف كتاب أحكام النبي وكتاب الشروط، وأخرج زوائد أبي محمد في المختصر، وألف مختصر أبي محمد على الولاء: توفي سنة سبع وتسعين وأربعمائة (١).

أبو جعفر أحمد بن محمد بن رزق الاموي (٢)

قرطبي جليل من الفقهاء، عني بالمسائل، تفقه على ابن القطان، وانتفع به وبغيره من شيوخ قرطبة؛ وولي الشورى بقرطبة، وكان حافظا فاضلا، أخذ عليه القرطبيون الفقه، وخرج عليه جماعة جلة، كأبي الوليد بن رشد، وصاحبه أبي القاسم


(١) مختصر ابن حمادة، اللوحة: ١٣٧ - (١).
(٢) ترجمه في الصلة ١/ ٦٨ - ٦٩، وقال: توفي ابن رزق فجأة ليلة الاثنين لخمس بقين من شوال سنة سبع وسبعين واربعمائة (٤٧٧ هـ) - ودفن بالربض.