للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خلفاءه وربما قصده المرة بنفسه؛ ووجد عند وروده بالأندلس لابن حزم الداودي صيتًا عاليًا، وظاهرات منكرة، وكان لكلامه طلاوة، وقد أخذت قلوب الناس، وله تصرف في فنون تقصر عنها ألسنة فقهاء الأندلس في ذلك الوقت، لقلة استعمالهم النظر، وعدم تحققهم به، فلم يكن يقوم مفهم أحد بمناظرته، فعلا بذلك شأنه، وسلموا الكلام له على اعترافهم بتخليطه، فحادوا عن مكالمته؛ فلما ورد أبو الوليد الأندلس - وعنده من التحقيق والإتقان والمعرفة بطرق الجدل والمناظرة - ما حصله في رحلته أمه الناس لذلك، فجرت له معه مجالس كانت سبب فضيحة ابن حزم، وخروجه عن ميورقة؛ وقد كان رأس أهلها، ثم لم يزل أمره في سفال فيما بعد؛ وقد ذكر أبو الوليد في كتاب الفرق من تأليفه [١] (من مجالسه قلك) ما يكتفي به من يقف عليه.

[محنته]

ولما ألف أبو الوليد رسالته المسماة بتحقيق المذهب في أن النبي كتب، وكان أصل ذلك أنه قرئ عليه بدانية في كتاب البخاري حديث المقاضاة، فمر في حديث إسرائيل، فتكلم أبو الوليد على الحديث ومن قال بظاهر [٢]


[١] في كتاب الفرق من تأليفه: ا ط، ومن تألفيف الفرق من مجالسه: ن.
[٢] بظاهر: ا ط - ن.