للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بقية أخباره ووفاته]

وكان ربيع ممن عقد الخروج لغزو الروافض، وجد في ذلك كما قدمناه في أخبار الممسى، فقتل شهيدا في واد المالح، في حصار المهدية، سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

وكان أبو علي بن الكاتب العابد يقول: ما رأيت ربيعا قط، إلا ورأيت دم الشهادة يلوح على وجهه.

قال القابسي: وكان رغبة بنى عبيد ورجاؤهم، أخذ ربيع حيا، ليشفوا منه نفوسهم، فلما لقوه في القتال، أقبل وهو يطعن فيهم ويضرب وهم يتوقفون عنه رجاء أخذه، فلما أثخنهم بالضرب حملوا عليه، فقتلوه وأخذوا رأسه، ومضوا به إلى امامهم، فطيف برأسه.

قال بعضهم: رأيت السيف يثخن فيه وهو يقول: قدوس، المشركون يقتلون المؤمنين!

وما ولى دبرا حتى قتل.

قال أبو محمد بن التبان: رأيت ربيعا القطان، بعد أن قتل، فسألته عن حاله، فقال لي: تارة تزخرف لنا الجنان، وتارة يشرف علينا الحور والولدان، وتارة تهتك لنا الحجب.

فقلت له: من أعلى درجة أنت أو الممسى؟

فقال جمعنا في حديق واحد.

ورثاه أخوه أحمد بمراثي كثيرة، منها من قصيدة طويلة أولها:

* خليلي عوجا مهجتي عزيانيا … وإن كنت حيا لم أمت وابكيانيا

رزئت ربيعا، كان للناس كلهم … ربيعا، نرى فيه القلوب رواعيا

رزئت أبي فيه وأمي وعترتي … وأهلي ولإخواني فلم يبق باقيا