للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وكان فقيها من أكابر أصحاب ابن وهب، وعده الشيرازي في فقهاء هذه الطبقة.

قال ابن وضاح: كان ثقة الثقات.

[ذكر جمل من أخباره وفضائله]

والذي أخرجه للناس حتى سمعوا منه، وعرفوا مكانه، محمد بن وضاح.

وقال: قال لي سحنون في زيد بن بشير: تؤجر فيه.

وكان من أكرم الناس، انصرف ليلة من الجامع بتونس، فانقطع شسع نعله، فوثب إليه حائك من حانوته، فأعطاه شسعا، فأصلح نعله، ونظر في وجه الحائك إلى قنديل معه ليعرفه فيكافئه، فكان بعد ذلك كلما مر إلى الجامع بجماعته، مال إلى الحائك، وسأله عن حاله، وسلم عليه، شكرا لفعله.

وقيل: بل دخل الحمام سحرا، وفيه زحمة فقام إليه رجل فأجلسه موضعه، فنظر وجهه إلى القنديل، فسأله الرجل عن ذلك، فقال: أريد مكافأتك.

* * *

قال ابن أخي هشام: كان طريق زيد بتونس، إلى الجامع، على الخرازين. فأقبل يوما مع الطلبة، إذا بشاب من الخرازين قائم على دكانه، وقال لجار له: ألق الستر، ما رأينا أوحش من هذا الشيخ، ولا أوحش لباسا منه - وكان زيد يلبس المفرج - فنكس زيد رأسه.

فلما انصرف من الجامع، عاوده الفتى بقبيح، فلم يلتفت إليه زيد، وهم طلبته بضرب الفتى، فبلغ ذلك زيدا، فسألهم عنه، فقالوا: هو ما قيل، أصلحك الله، لاستخفافه بحقك، وامتهانه علمك.

فقال لهم: أعطى الله عهدا، لأن تقدم إليه أحد الأقصينه ولا وطئ لي بساطا، أنا أصلح شأنه.