للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: نعم.

قال: وتقبل قولى؟

قال: لو لم أقبله لم أختلف إليك.

فقال له: هذا قوتى وعينى (٢٨٩)، فحلف بالله، وأراه صرة في يده، ذكر أن فيها ثلاثين دينارا، وقال له: ما هي من سلطان ولا تجارة، ولا وصية، وما هي إلا من ثمرة شجرة غرستها بيدى، فخذها تتقوى بها على أمر دينك ودنياك.

فقال: أنا عنها غنى. وكان مفرط الحاجة إلى ما دونها.

فقال سحنون: فخذها سلفا، فتتزوج منها وتنفق، فإن رزقك الله فردها أقبلها منك، وإن تعذر ردها فأنت منها في حل.

فقال: ما كنت بالذي آخذ دينا في ذمة من غير حاجة.

فقال سحنون: فإذا أبيت فلا تذكره لأحد ما دمت حيا.

قال ابن بسطام: أرسلنى ابن عبدوس إلى سعيد بعشرين دينارا، وقال: قل له: بلغنى أنك تريد الزواج، فخذ هذه إن شئت هدية أو سلفا.

فجزاه خيرا، وقال: قد عرضها سحنون قبلك ولم تقبل، وما كنت بالذي يتعجل شهوة بدين في ذمة.

وتوفى سعيد سنة إحدى وخمسين ومائتين.

[عبد الله بن الطبنة]

قال أبو العرب: كان فقيها ثقة من أصحاب سحنون.

روى عنه حماس.

وأحسب موته في نحو ستين ومائتين.


(٢٨٩) أ. ط: هذا قوتي وعيني - ك. م: هذا قوتي ويميني.