للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جمل من كراماته وبراهينه واجابته وحكم من كلامه]

ذكر ان اسماعيل العبيدى وجه في [١] ابى ميسرة، ليوليه قضاء افريقية بعد فتنة ابى يزيد، فأتاه الرسول وقال له: مولاي يقرئك السلام، ويقول لك: لا بد أن تلي القضاء.

فقال: كيف يلي القضاء رجل أعمى يبول تحته؟ قال: وما علم [٢] أحد أنه أعمى الا ذلك اليوم. فقال: منذ كم عميت؟ فقال: منذ ثماني [٣] عشرة سنة.

ثم قال [٤]: اللهم انك تعلم انى انقطعت اليك، وانا ابن ثماني [٥] عشرة سنة، فلا تمكنهم منى.

فما جاء العصر الا وقد توفى، فغسل وكفن، وخرج به، فوجد اليه اسماعيل كفنا وطيبا في الاطباق، فوافقه الرسول على النعش، فجعل عليه الكفن من فوق.

وذكر عنه [٦] انه بينما [٧] هو يتهجد ليلة من الليالى ويبكي ويدعو، إذا بنور عظيم خرج له من حائط المحراب، ووجه [٨] كأنه البدر، فقال له: تمل من وجهى يا أبا ميسرة، فانى ربك الأعلى. فبصق في وجهه وقال له: اذهب يا ملعون، فعليك لعنة الله.

قال الاجدابي [٩]: اشتهى أبو ميسرة مدة طويلة فقوسا، فلما غلبته شهوته، أمر رجلا فاشتراه له، فأكل منه عند افطاره، وجلس ساعة ثم بصق، فوقع بصاقه في لحيته، فقال: ما هذا الا لذنب فعلته.


[١] في: أ ط. م.
[٢] وما علم: أ. ولم يعلم: م - ط. أحد: أ م - ط.
[٣] ثماني: ط م، ثمانية: أ.
[٤] ثم قال: أ م، قال - باسقاط (ثم): ط، انك: ط م - أ.
[٥] ثاني: ط م، ثمانية: أ.
[٦] عنه: أ م - ط. في: أ م - ط.
[٧] بيناه: أ. بينما هو: ط م. ليلة من الليالي ويبكى: أ م - ط. إذا: أ م، إذ: ط.
[٨] ووجه: أ ط. ووجهه: م.
[٩] الاجذابي: ط م. الاجدابي: أ.