للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دعوة الشيخ فيه: تهوس ولده، فكان من جملة المجانين، وذهب ماله وابتلي بداء البطن، فكان منها موته (٢٨١).

وذكر أنه سار مرة لزيارة أبي إسحاق الجبنياني، فلما قرب منه، هابه وقال أخشى أن يجري الله على لسانه في أمري شيئا يعز علي، فأكون ممن عادى وليا من أولياء الله ﷿، فوجه إليه بالسلام وانصرف.

[ذكر أخباره مع بني عبيد وحسن مقامه في الدين]

كان أبو محمد شديد البغض لهم، والتشهير عليهم [١]، قال بعض أصحابه: كنت معه يوما بالمنستير يوم عاشوراء، وفيه تلك السنة من الناس عالم حزر فيهم سبعون ألفا، فلما رأى جمعهم بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: والله ما أخشى عليهم من الذنوب، لأن مولاهم كريم، وإنما أخشى أن يشكوا في كفر بني عبيد، فيدخلوا النار.

قال ابن إدريس: كنت معه فجرى ذكر صلاة الجمعة مع خطباء بني عبيد، فقال: خلف، قال: لا، فقال لهم: فبنو عبيد أشر من هؤلاء؛ وكان الخطباء يدعون لهم [٢]، وكان كثيرا ما يقول: اللهم العنهم، ما أقام أمرهم وما صرفه [٣]، وعلق اللعنة عليهم كتعليق القلائد، في أعناق الولائد [٤].

وكان عبد الله المعروف بالمختال - صاحب القيروان - شدد في طلب أهل العلم ليشرقهم (٢٨٢)، فطلب الشيخ أبا سعيد بن أخي [٥] هشام، وأبا محمد بن


[١] والتشهير عليهم: أ. والتنفير عنهم: ط م.
[٢] لهم: أ - ط م.
[٣] أمرهم وما صرفه: م.
[٤] كلمات لا مدلول لها في: أ ط.
[٥] أخي: أ م. أبي: ط.