للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فناخسرو الملك من شيوخ المعتزلة، وأنه كان داخلا إذ سمعهم يذكرون أمره؛ فقال لهم: ما هو إلا شيطان، فوصل اليهم - وهو يتلو الآية. وسمعت بعض الشيوخ يحكي: أن ابن المعلم تكلم معه يومًا، فلما احتد [١] الكلام بينهما، رماه ابن المعلم بباقلاء أعده له - يعرض له بما نسب اليه ليخجله بذلك ويحصره [٢]؛ فرد القاضي للحين [٣] يده إلى كمه، ورماه بدره أعدها له؛ فعجب [٤] من فطنته وإعداده للأمور أشباهها قبل وقتها.

[مناظرته المشهورة في مجلس عضد الدولة]

قال أبو عبد الله الأزدي وغيره: كان الملك عضد الدولة فناخسرو بن يزيد الديلمي يحب العلماء [٥]، وكان مجلسه يحتوي منهم على عدد عظيم من كل فن، وأكثرهم الفقهاء المتكلمون: وكان يعقد لهم للمناظرة مجالس، وكان قاضي قضاته بشر بن الحسين معتزليًا، فقال له عضد الدولة - يومًا -: هذا المجلس عامر بالعلماء، إلا أني لا أرى فيه قاعدًا [٦] من أهل الاثبات - يعني الحديث - ينصر [٧] مذهبه، فقال له قاضيه: إنما هم عامة أصحاب [٨] تقليد ورواية، يروون الخبر وضده، ويعتقدونهما جميعًا، ولا أعرف منهم أحدًا يقوم بهذا الأمر - وإنما أراد ذم القوم؛ ثم أقبل


[١] احتد: أ ن، اشتد: ط.
[٢] ويحصره: أ ن. ط.
[٣] للحين: أ ن، في الحين: ط.
[٤] فعجب: ا ن، فتعجب: ط.
[٥] يحب العلم والعلماء: أ ن، يحب العلماء: ط.
[٦] قاعدًا: ط، عاقدًا: أ ن.
[٧] ينصر: أ ط، بنصر: ن،
[٨] أهل: أ ن. أصحاب: ط.