قال أبو العرب: كان ثقة، كثير الكتب والشيوخ، وكان حسن الأخلاق، بارا بطلبة العلم، أديبا، كريما، سمع منه في حياة ابن سحنون، ثم كان يقوم مع أصحابه إذا جلس ابن سحنون، فيسمع منه.
قال ابن حارث: لم أسمع عنه بمكروه.
قال ابن أبى دليم: وكان الأغلب عليه الرواية والتقييد، وله تأليف في الفقه، تعرف كتبه بالكتب السليمانية، مضافة إليه.
وولاه ابن طالب قضاء باجة، وولاه ابن مسكين مظالم القيروان، وأذن له أن ينظر في مائة دينار، ثم ولاه قضاء صقلية، فخرج إليها ونشر بها علما كثيرا، وكان خروجه إليها سنة إحدى وثمانين.
قال الشيرازي: وعنه انتشر مذهب مالك بها، فلم يزل عليها قاضيا إلى أن مات سنة إحدى وثمانين ومائتين، ولم يوجد له مال بعد موته.
* يحيى بن عمر بن يوسف بن عامر الكندي
قاله ابن الفرضى، وقال ابن عائد: البلوى، وقيل هو مولى بني أمية.
أندلسي من أهل جيان، وعداده في الافريقيين.
سكن القيروان، واستوطن سوسة أخيرا، وبها قبره، كنيته أبو زكرياء، نشأ بقرطبة.
ولعامر جده ينسب باب عامر.
فطلب العلم عند ابن حبيب وغيره.
فرحل فسمع بأفريقية من سحنون، وعون، وأبي زكرياء الحفرى.
وسمع بمصر من ابن بكير، وابن رمح، وحرملة، وأبي الطاهر، وهارون بن سعيد الأيلى، والحارث بن مسكين، وعبيد بن معاوية، وأبى زيد بن أبى الغمر، وأبى إسحاق البرقى، والدمياطى، وغيرهم من أصحاب ابن وهب وابن القاسم وأشهب.