للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خبر تأليف كتاب الاستيعاب لقول مالك]

كان سقط إلى الحكم أمير المؤمنين كتاب من رأي مالك، ابتدأه بعض أصحاب إسماعيل القاضي، وبوبه وقرره ديوانا جامعا لقول مالك خاصة؛ لا يشاركه فيه قول أحد من أصحابه، باختلاف الرواية عنه، وذكر من رواها؛ (مضى) [١] للمؤلف منه مقدار خمسة أجزاء أو نحوها، واخترمته المنية عن إتمامه [٢]؛ فلما راه الحكم، أعجبه بسطه [٣]، وحرص على إكمال الفائدة به؛ فذاكر به قاضيه ابن السليم، وسأله: هل عندك من يكمله على الرغبة؟ فقال له: نعم، بشرط إباحة أمير المؤمنين خزانة كتبه للبحث عن أقوال مالك - حيث كانت: من رواية المكيين، والمدنيين، والعراقيين، والمصريين، والقرويين، والأندلسيين، وغيرهم؛ فقال له الحكم: أفعل ذلك على ضنانتي بها، حرصا على إكمال الفائدة! فسمى له الفقيهين أبا بكر المعيطي القرشي - هذا، وأبا عمر بن المكوي؛ فمكنهما من الأسمعة وما جانسها، فاقتدرا منها على ما أراداه، وألفا كتاب الاستيعاب الكبير - في مائة جزء، بلغا فيه النهاية؛ وكان


[١] مضى: ط ن - ا.
[٢] إتمامه: ا، تمامه: ط ن.
[٣] بسطة: ا ط، بساطة: ن.