للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حضره التأمين، وأن ابنه محمدًا حاضر كاره [١]؛ ففعل من حضر ذلك، فأجيب دعاؤه [٢]، فتوفي عما قريب - كما ذكرنا، وتوفي ابنه بعده بأعوام؛ وجاءت [٣] سنة أربعمائة، فكان فيها من الفتن وخراب الأندلس ما كان.

عيسى بن محمد بن عبد الرحمان (١)

أبو الأصبغ يعرف بابن الحشا، وبابن المعلم؛ قرطبي، روى عن جماعة من الأندلسيين، ورحل إلى المشرق فلقي الناس، واتسعت معرفته.

قال ابن عفيف: كان فقيهًا، من أهل الأدب والعلم، راسخًا في الرأي، بصيرًا بالوثائق، ورعًا منقبضًا، من خيار المسلمين؛ عامرًا للمسجد الجامع في تفقيه الناس وفتياهم، بصيرًا بالاختلاف، جميل اللقاء، إمامًا في مذهب مالك؛ ناظر الجلة في علم السنة، وعلا بغزارة علمه؛ وقدمه ابن زرب للشورى، فانتفع به، ودعي للقضاء مرتين فأبى، ولزم حاله إلى أن مات.


[١] حاضر كاره: ا ط، حاضره.
[٢] دعاءه: ن ذلك: ا ط - ن.
[٣] وكانت: ا، وجاءت: ط ن.