للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسكنته [١]، ولم يزل [٢] مع الملك إلى أن قدم بغداد [٣]، ودفع إليه الملك ابنه ليعلمه مذهب أهل السنة، وألف له "التمهيد"؛ وأخذ عنه إذ ذاك أبو عبد الرحمان السلمي الصوفي، وجماعة من أهل السنة بشيراز، وقرأوا عليه بشرح اللمع؛ قال: وقال الملك لقاضيه: فكرت بأي قتلة أقتله لجلوسه حيث جلس بغير أمري، وأما الآن، فقد علمت أنه أحق بمكاني مني.

حكى القاضي أبو الوليد الباجي: عن أبي ذر الهروي، قال: أول معرفتي بالقاضي أبي بكر الباقلاني وأخذي عنه، أني كنت ماشيًا مع الشيخ أبي الحسن الدارقطني في بعض أزقة بغداد، إذ لقي شابًا فسلم عليه، واحتفى به؛ ورأيت من تعظيم الشيخ أبي الحسن له، وإقباله عليه، ودعائه له، ونحو هذا، ما عجبت منه؛ فقلت له: من هذا؟ قال [٤]: هذا أبو بكر بن الطيب ابن أبي نصر [٥] الباقلاني، الذي نصر الله به أهل السنة، وقمع به أهل البدعة، أو كما قال [٦].

[مناظرته في مجلس ملك الروم وأخباره معه]

وجه عضد الدولة في بعض أسفاره إلى [٧] ملك الروم الأعظم، القاضي أبا بكر بن الطيب، وأخلصه بذلك، ليظهر رفعة الإسلام،


[١] فسكنته: ان - ط.
[٢] ينزل: أ، نزل، ط ن.
[٣] (وقدم بغداد): ط - أن.
[٤] قال: أ ط، فقال لي: ن.
[٥] بن أبي نصر: ا - ط ن.
[٦] أو كما قال: ان - ط.
[٧] أسفاره إلى: ا ط، سفراته مع: ن.