للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحاجبه، وأبو الحسين بأبيه، وأبو عمر بنفسه، فكان المدح في الجميع راجعا إلى أبي عمر.

قال: والى اليوم، اذا رأى الناس ببغداد انسانا محتشما له أبهة، وجمال، وهيبة ووقار، قالوا: كأنه القاضى أبو عمر.

* * *

[ذكر ولايته القضاء وشيء من سيرته]

ذكرنا أولا أنه كان حاجب اسماعيل القاضى، ابن عم أبيه، فلما مات القاضى اسماعيل - وقضاء بغداد بأجمعها له، ولم يجتمع لأحد قبله - قسم قضاء بغداد بعده، فولى ابن عمه يوسف بن يعقوب، والد أبي عمر، الجانب الشرقي، ثم بعد مديدة ولى مدينة المنصور ابنه أبو عمر.

قال أبو جعفر الطبرى (١٧) وأبو عبد الله نفطويه: قلد القضاء أبو عمر بعد هذا المظالم والنظر فى الأمور، مجموعة له إلى قضاء المتصلة بها، والقضاء بين أهل قطربل (١٨)، وبزر جسابور، ومسكن والراذانين (١٩)، وجلس فى المسجد الجامع للحكم، ثم ولى أبو عمر بعد هذا المظالم والنظر فى الأمور، مجموعة له إلى قضاء مدينة السلام، ولم يجتمع ذلك لأحد قبله، الا لابن أبي داود، واستخلف على قضاء الجانب الشرقي، فكان يحكم فيه خلافة، وبمدينة المنصور رياسة، فلما مات أبو حازم الشافعى - وكان قاضيا على الكرخ - نقل أبو عمر اليه، فلم يزل على هذا إلى سنة ست وتسعين.

وقام عبد الله بن المعتز، فكان ممن بايع له، فلما انقضى أمره، وظفر بابن * المعتز، وعاد المقتدر بحاله، استتر أبو عمر "وجرت عليه محنة عظيمة نذكرها بعد هذا، فصرفه السلطان عن القضاء جملة، وصرف بصرفه أبوه، فمات أبوه بقرب ذلك سنة سبع، وبقى أبو عمر (٢٠) "


(١٧) تاريخ الطبري ج ١١ ص ٣٥٣.
(١٨) ط: قطر بل - أ: قصويل - م: قطريل.
(١٩) أ: وسكن الوادتين - م: وسكن الواديين - ط: غير واضحة، ومن الواضح أنها تحريف لما صوبناه عن تاريخ الطبرى كما تحرفت بزرجسابور في جميع النسخ إلى بروج نياسابور. وقطربل وبزرجسابور ومسكن والراذانين: راذان الاعلى وراذان الاسفل، كلها أسماء أماكن وقرى كانت من أعمال بغداد.
(٢٠) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.