للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فدخل على القاضي يوسف بعض أهل الحديث يشكره، ويقول له: جزاك الله خيرًا، فإنكم أهل بيت سنة.

ولما مات المعتضد، تولى غسله القاضي أبو عمر، وصلى عليه أبوه يوسف هذا.

وذكروا أن ابن أبي الدنيا دخل عليه، وكان مولدهما واحدًا، فسأل القاضي عن قوته.

* * *

فقال: أجدني كما قال سيبويه:

لا ينفع الهليون والأطر … يفل انخرق الأعلى وغار الأسفل

ونحن في جد وأنت تهزل

فكيف أنت يا أبا بكر؟ فأنشد:

أرانى في انتقاص كل يوم … ولا يبقى مع النقصان شي

طوى العصران ما نشراه مني … فأخلق جانبي نشر وطي

[نكبته ووفاته]

لما قام عبد الله لما قام عبد بن المعتز، لطلب الخلافة، أيام المقتدر، سنة ست وتسعين، وبايع له من بايع، كان في جملتهم القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب هذا، وهو شريك لأبيه في القضاء.

فلما ظفر بابن المعتز، وانحل أمره، استتر أبو عمر، وكان من محنته ما يأتى ذكره في خبره، فصرفه المقتدر عن القضاء، وصرف بصرفه أباه، أيضًا *، واقتصر به على الصرف.

فلزم يعقوب منذ ذلك منزله، ولم يتول للسلطان عملا من القضاء، إلى أن توفى أثر ذلك، يوم الاثنين، لتسع خلون من رمضان، سنة سبع وتسعين ومائتين، عن عمر.

قال ابن كامل والمسعودى: وهو ابن خمس وتسعين سنة.