للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلتها عليه، ومسحت بيدي، فأصبحت معافي.

وقال ابن بكير لرجل شكا إليه الفقر: ألا أتيت يونس فدعا لك؟ فو الله إني لأجد لدعائه بركة.

وتوفى سنة أربع وستين، وصلى عليه الأمير ابن طولون.

وقيل: في هذه السنة توفى المزنى، وابن أخى ابن وهب، وأبو بكر بن

الوقار، ويزيد بن سنان.

مولده سنة احدى وسبعين ومائة، وقيل سنة سبعين في ذى الحجة.

[محنته]

قال الكندي عن ابن عثمان: كان جعفر بن قادم، أوصى إلى يونس، وكان ذا مال عريض، فحبسه ابراهيم بن الجراح حتى استخرجها من يده.

وقال غيره: أوصى أحمد بن أبي أمية، إلى يونس وثلاثة معه بمال، فصرف اثنان منهم إلى يونس وصيتهما، فطولب يونس بها عند ابن أبي الليث، فسجنه فى ذلك، فيقال أنه بقى فى السجن ثماني سنين من سنة ثمان وعشرين، إلى سنة خمس وثلاثين.

فلما قدم قوصرة، من عند المتوكل، ليكشف أمر ابن أبي الليث، قيل له: أن يونس يشهد عليه، وهو في سجنه.

فأخرجه وسأله عنه، فقال له: ما علمت إلا خيرًا.

قال: فانه قد سجنك منذ كذا وكذا سنة!

قال: لم يظلمنى هو، وإنما ظلمنى من شهد على.

فخلاه قوصرة.

ودخل يونس إلى منزله، فلما أخرج بن أبي الليث من السجن ليحكم في قصة بني عبد الحكم، وحكم عليهم راعى ليونس مقاله، وحكم له أنه برئ من تلك الوصية، وكانت عدتها ثلاثة وثلاثين ألف دينار.