وتوفي بأصبهان بعد الخمسمائة بعد أن جرت له بها حروب في مطالبة الغزالي، وكان أحد القائمين عليه هناك، لكنه حمى عنهم، فلم يصلوا إليه؛ والله العالم بالسرائر، لا إله غيره.
ومن أهل مصر:
[أبو محمد التونسي]
سكن مصر، وكان فقيها مالكيا، وكان مفتي مصر في وقته؛ أخبرني بخبره شيخنا الأستاذ الخطيب أبو القاسم خلف بن إبراهيم المقرئ، وقال لي: لقيته بمصر، قال: وأفتى بقطع نخلة لبعض المصريين لاضرارها، فبلغ ذلك من صاحبها مبلغا، وكان شاعرا، فقال في رثاء نخلته أشعارا كثيرة؛ ونال (من) التونسي [١]: فيها وذمه.
[يحيى بن حمود الإسكندراني]
فقيها في وقته، وحائز رئاسته؛ كان بها معظما، عليه اعتماد أهلها؛ ذكر أبو الحسن بن يريه، قال: قال لي يحيى بن حمود الفقيه: هل لك في أن تزور غدا الفقيه أبا بكر محمد بن إبراهيم الحنيفي، فقلت: لا، لأنه بخاري المذهب، فلما بت، رأيته في النوم كأنه مقبل من البحر يمشي على الماء - وأنا وابن
[١] ونال من التونسي: ط، ونال التونسي: ن، وقال على التونسي: ا.