للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقام بتونس (٤٧٤) شهرا أو أكثر، فأخبر من كان معه ممن يوثق به، أنه كان اذا صلى بالليل، يقف على رأسه قنديل من غير معاليق، يزهر، تراه أعينهم.

قال: وسمعته يقول: كل ما بلغنى من التعبد عملته (٤٧٥)، حتى لقد عملت ما بلغنى عن بعض السلف، أنه ختم ثلاث ختم فى ليلة ووطئ أهله عند كل ختمة، وتطهر.

يريد سليمان بن عثمان التجيبى، كان يفعل ذلك كل ليلة، فقالت له زوجته بعد (٤٧٦) موته: رحمك الله، فلقد كنت مرضيا لربك ولأهلك. وكان من دعائه يقول: رب أمتنى بغتة ولا تفوتنى صلاة.

فأجاب الله دعاءه، صلى المغرب، ودخل ليفطر فما غاب الشفق الا وهو من أهل الآخرة.

وكان يقول: اللهم لا تمتنى حتى تزهدنى فى الدنيا، وأترك الدكان والعيال.

فكان كذلك، ترك الدكان، وفرق ما فيه على أهله وجيرانه، وخير زوجته، ودفع اليها حقها يوم الخميس، وعزم على سكنى بعض الثغور والرحلة اليه يوم السبت، فتوفى يوم الجمعة قبله، سنة عشر وثلاثمائة.

* * *

[سعدون بن أحمد الخولاني]

أبو عثمان، سمع ابن سحنون، وأبا عمران الفراء (٤٧٧)، وغير واحد من أهل العلم، وسمع بمصر من محمد بن عبد الحكم، وابن رمح، وعيسى بن حماد، وأدرك سحنون ولم يأخذ عنه، وهو من كبار أصحاب ابنه، وسمع من جماعة من شيوخ القيروان.


(٤٧٤) ا: وأقام بتونس - م ط: وأقام يونس.
(٤٧٥) في بعض النسخ: فعلته.
(٤٧٦) عند طا: عند.
(٤٧٧) م: الفراء - ا: القراد - ط: العواد.