للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وتوفى ، فأخرجناه إلى قبره، وكان يوما شديد الحر، فجاءت سحابة فأظلتنا حتى دفناه.

***

[أبو الفرج عمر بن محمد بن عمرو الليثى]

ويقال: ابن محمد بن عبد الله، البغدادى، هذا صحيح اسمه.

وسماه محمد بن الوليد: محمد بن الحسين وهو وهم.

"نشأ ببغداد وأصله من البصرة، وصحب اسماعيل، وتفقه معه" ويقال انه كان من كتابه، وصحب غيره من المالكيين.

وولى قضاء طرسوس، وانطاكية، والمصيصة (٥٧) وغيرهما.

وكان فصيحا لغويا فقيها متقدما.

قال بعضهم: لم يزل قاضيا بطرسوس الى أن مات سنة ثلاثين، وقيل احدى وثلاثين وثلاثمائة.

وتعلم الفروسية والثقاف، حتى كاد يفوق الفرسان.

ورأيت فى الأوراق الحكمية، وفى كتاب ابن حارث، أنه ولى بعد قضاء طرسوس قضاء بغداد، ثم خرج منها سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، فى رفقة، فقطع بهم أعراب بنى تميم، فاجتاحوها، وذهب أبو الفرج فيمن ذهب.

قال بعضهم: لما استولى أبو الحسين البريدي (٥٨) على بغداد، وخرج عنها المتقى أمير المومنين، سنة ثلاثين وثلاثمائة، ولى أبا الفرج قضاء الكرخ ببغداد.

وذكر أنه لما خرج واجتاح الأعراب القافلة التي كان فيها، أكلوا منها ما قيمته سبعمائة ألف دينار، الى خمسمائة (٥٩) ألف، سوى


(٥٧) أ: والمصيصة، وكذلك فى ترجمته فى الديباج ص ٢١٥ - ٢١٦ - م طـ: والحصيصة، والمصيصة، بفتح الميم وكسر الصاد مشددة أو مخففة من ثغور الشام قديما وكانت من الاماكن التى يرابط بها المسلمون.
(٥٨) ط: البزيمى- م: البزيدي - أ: البزيوى.
وانظر أخبار البديدى فى الكامل لابن الاثير ج ٦ ص ٢٨٣ وما بعدها.
(٥٩) أ: فى خمسمائة ألف ط: فى خمسمائة.