نفسه - يا قاض، هو أعلم بما أقر به على نفسه، فرخص القاضي، ونفذ قتل ابن منذر وصلبه.
[سيرته]
قال ابن حيان: سمعت المشيخة يقولون: إنه لما ولي القضاء، احتبس خواص أصحابه المشاورين - وقد جاءوه بهنئونه. فأمر غلامه، فكشف عن مال عظيم صامت في صندوق له، وقال: يا أصحابنا، قد عرفتم [١] ما امتحن به من تولى القضاء قديمًا من سوء الظنة، وأخشى أن أطرق الناس على عرضي، وهذا حاصلي ورزقي؛ هذا من العين، وفي مخازني ما يفي بقيمته، وحظي من التجارة ما عرفتم؛ فإن فشا من مالي ما يناسب هذه الجملة، فلا لوم، وإن تباعد ذلك، فقد وجب مقتي؛ فسلوا الله تخليصي مما نشبت فيه، فدعوا له.
وكان ابن زرب لا يجلس للحكومة حتى يأكل، وكان موصوفًا بطيب الطعام، له منه ومن الحلوى والفاكهة وظيفة معلومة؛ وكان لا يواكل أحدًا، إذا قرب طعامه قرع عليه دون أن يستدعي أحدًا، فلما كان أحد الأيام، حضره المتطبب الترحلي، وكان يخف عليه، فقرع عليه؛ فقال: لا أريد، فقال له المتطبب: فما قولك لمن يريده؟ فقال: نعمى عين ومسرة، وعلي أن تأكل وحدك، فلا فضل في للأكل؛ فقال المتطبب: تكفاه، فضحك وأمر فتاه بإخراج المائدة، فقدمها - وعليه ثريدة صغيرة من