للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن حارث: وكان الناصر لدين الله لا يخليه من تصريفه [١] في مهماته، واخراجه في السفارات إلى كبار [٢] الأمراء، والامانات إلى الثغور والأطراف للاشراف عليها، والاعلام بمصالحها، والبنيان لحصونها [٣]، وترتيب مغازيها، وإدخال جيوشها إلى بلد الحرب [٤]، وربما اقامه في ذلك مقام أصحاب السيوف من قواد جيوشه، فيغنى غناهم بحسن تدبيره، وكان راضه على ركوب الخيل وملابسة الحرب، وهو الذي تولى له بنيان مدينة سالم بالثغر الأوسط مع غالب غلامه، وخرج في أول سرية خرجت منها إلى بلد الحرب، ومنحت الظفر، فاستسعد [٥] بذلك [٦].

وكان يستخلف على قضائه في غيبته [٧] قاسم بن محمد، صاحب الوثائق، وربما استخلف عبد الرحمان بن علي.

[ذكر سيرته في قضائه]

قال ابن حارث: والتزم [٨] ابن أبي عيسى في قضائه الصرامة في تنفيذ الحقوق، وإقامة الحدود، والكشف عن أحوال الشهود، والصدع بالحق في السر والجهر، ولم يداهن ذا قدر، ولا اغضى [٩] لأحد من أصحاب السلطان عن هنة [١٠]، حتى تحاموا جانبه [١١]، فلم يكونوا يطمعون فيه.


[١] تصريفه: أ ط، تصرفه: م.
[٢] كبار: ط م، كتائب: أ.
[٣] لحصونها: أ ط، بحضرتها: م.
[٤] بلد الحرب: ط م، بلاد العدو: أ.
[٥] فاستعد: أ ط. فاستسعد: م.
[٦] بذلك: أ. لذلك: ط م.
[٧] على قضائه: في غيبته: أ م. في غيبته على قضائه: ط.
[٨] والتزم، أ ط. فالتزم: م.
[٩] أغضى: ط م، أعطى: أ.
[١٠] هنة: أ ط. هبة: م.
[١١] جانبه: أ ط. حرابته: م.